قراءة في نص الهايكست سعد برغش:
هبة ريح مفاجئة،
أنتبه للحفيف وأنسى-
ماكنت أفكر به.
سعد برغش
هايكو كلاسيكي استهله الشاعر بإشارة للفصل" كيغو"
مما أضفى الحيرة على المتلقي،
يا ترى هل نحن في فصل الربيع فهبت ريح مفاجئة؟
لأن الريح لم تكن موجودة بل ثارت فجأة،
كل الفصول واردة هنا، بحيث أخذنا الهايكست من الغموض إلى الحيرة،
هبوب الرياح جعل شاعرنا يستفيق من شروده وينصهر مع الطبيعة ناسيا شيئا ما،
مابه شاعرنا يدور حول الحيرة و الغموض، أحاط الحدث الفجئي"الحفيف" بفعلين:"أنتبه وأنسى، كأن الحفيف رجة وعي وضرب من ضروب الكاترسيس،
طهر روحه وتفكيره من شيء نجهله إلى اللحظة وجعله ينساه،
أثار الهايكست فضولنا إلى آخر النص، ليزيل الغموض بالسطر الثالث" ماكنت أفكر به"
يا لجود الطبيعة وقوتها!
انصهرت مع روح الهايكست، فثارت لأجله، مما جعله ينتبه لشيء آخر ويتلهى عما أثقل تفكيره،
ذكرني النص بقول سبحانه وتعالى في سورة الطلاق: "لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا "
أيها المكبل بالهموم لا تدري متى تجود الأقدار بالفرج وتأخذك من الضيق إلى أوسع الطريق،
فعندما يريد الله أن يحفك بالفرج والانعتاق من التعب فإنه يطوع كل شيء ليكن ذلك.
نص راقي يبث الطمأنينة في روح القارئ وذلك من خلال تجربة الشاعر الخاصة.
تحية للهايكست المبدع على هذه الزخة من الجمال.
ناهد الغزالي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق