مقال حول الهايكو...
الهايكو
ينبع الهايكو من الطبيعة بحيث ينهل منها الهايكست و يصور لنا زاويته الخاصة من المشاهد، وهذا لا يعني أن يحول لنا الصورة التي التقطتها عيناه فقط، بل حواسه أيضا مع تضمين الرسالة المراد توثيقها في لحظة دهشة،
أما عن الزخرف النصي فهو البساطة التي تقتلع من المتلقي لحظة انتباه، اهتزاز ورعشة تدوم،
بعيدا عن المجاز الذي يسحب النص إلى الخيال والتخيل فإن الهايكو ينزلك إلى ميدان الصورة الملتقطة لتعيشها بكامل متعتها.
كما يجب تجنب التكرار الذي يسقط النص في دائرة السذاجة، فالدموع صورها عديد الشعراء باللآلئ و الخريف تتساقط أوراقه عند الجميع، اسأل نفسك قبل كتابة النص، مالذي شدني في هذا المشهد وأي هدف من كتابته وتوثيقه؟
لماذا نغرقه في المجازات والاستعارات ونصر على تسميته " هايكو" !
اكتب كما تشاء واجعل خصوصية اللون الأدبي ثابتة ولا تتجاوزها،
اكتب عن ثقافتك، حضارتك، تعليمك، ذكرياتك... لكن لا تشوه النص ولا تثقله،
الطبيعة ثرية بالمشاهد والرسائل فقط اجعل عنان الحواس محلقا وممزوجا بها.
الهايكو هو نفس أدبي خاص فالزهرة الذابلة التي قد لا تلتفت لها أنت قد يكتبها غيرك قصيدة بوح شهية،
والأمطار التي داعبت نافذتك قد تحسها أنت يدا تربت على روحك وتمسح عنها الكدر، وقد يحسها غيرك غيمة تطفلت عليه لتكتشف عوالم مابعد النافذة،
الهايكو حياة يعيشها كل منا بطريقته لكن لا نتعدى على خصوصيتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق