للطبيعة رسالتها في فن الهايكو
يعتبر اليابان المنشأ الأول لفن الهايكو ، حيث أولى الشعراء أهمية كبرى للطبيعة الزاخرة بالرسائل والحِكم. لم يكن خرير الوادي والأنهار مجرد خرير بل موسيقى تطرب الروح، رسالة، صرخة أو نداء. هاموا بكل ميكروزوم من ميكروزمومات الطبيعة و حاكوا قصائدهم بعفوية وجمالية نابعة من البساطة.
هو تلك القصيدة التي تلتقطها العين وتتفاعل معها كافة الجوارح. يتم تصوير المشهد كما هو، وبدون اللجوء إلى التنميق والزينة بالاعتماد على المحسنات البديعية، قصيدة مكثفة ومتخمة بالدهشة تداعب روح المتلقي وتؤثر فيه كثيرا.
قد يمر عدة أشخاص من نفس المكان ولا ينتبه جميعهم لذات المشهد.
فمن المتعارف أن الحرف النابع من القلب يلامس قلب المتلقي، لذلك لا يكلف الهايكست نفسه في البحث عن مشهد أو اغراقه بالمجاز لاخراجه في أبهى حلة.
انتشر الهايكو في الأقطار العربية، بعد حركات تعريب لنصوص يابانية، ليبدأ الصراع حول إضافة المجاز والحفاظ على هوية اللغة العربية، في حين رأى البعض الآخر أن جمالية هذا الفن في عفويته ووجب الحفاظ على الأمانة الأدبية.
كما استنكر البعض اللجوء إلى الطبيعة وأنها تنفصل عن القضايا الانسانية.
يجوز القول هنا أن كل اللغات ثرية بالمجاز والاستعارات، ومن أراد حقا تطبيقها فلماذا الاصرار على استخدام تسمية" الهايكو" بامكانهم الحفاظ على الألوان الأخرى. أما عن الطبيعة فهي من الانسان وإلى الانسان. الفراشة مثلا تلك الفتاة الحسناء، الأمنيات، الحب وكل شيء جميل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق