الثلاثاء، 1 سبتمبر 2020

عندما يريد الفأر أن يؤكل قراءة خاصة لنص خاص جدًا " عارية تحت المطر " للرائعة / مي عبده عزت.. بقلم الناقد محمد البنا

 عندما يريد الفأر أن يؤكل

قراءة خاصة لنص خاص جدًا
" عارية تحت المطر " للرائعة / مي عبده عزت..Mai Abdo Izzt
بقلم / محمد البنا
........................

هى لحظة ضعف إذن، وانهيار مقاومة، وخضوع لسحر ساحر، تفجرت إثرها رغبة كامنة كمون مقبرة لاميرة فرعونية، مغيبةً في أقبية مظلمة فوق ظلمات ( أعراف وتقاليد مجتمعية )، تنتظر من وُكل إليه اكتشافها( ثعبان متمرس )، داور وناور وتحايل، وتمسكن وأخيرا تمكن من إزاحة الثرى ونزع وريقات تغليفها ورقة تلو ورقة، فبدت مومياء نُزعت أحشاءها، وأحرقها فحيحه المسموم فيبست وكانت يانعة، وجفت رغم رواء...إنه السلم المزيف( الصهيوني ثعبانٌ والعرب مومياء )، إنه سحر البيان وما له من سيطرة على من ألقى سمعا..
عرض سردي سلس مغعم بالتشويق المحبب، والمسيطر على مخيلة المتلقي، فلا يملك افلاتًا من قبضته، وكعادتها كاتبتنا الواعدة تتلاعب بتعدد الضمائر الساردة بعفوية تضارع الصنعة، بل وتتفوق عليها.
نص يتميز بالعفوية المتقنة في حبكته في معالجته وفي انسيابية سرده، وعابه كثرة الاخطاء الإملائية على بساطتها، وسوء التنسيب الملحوظ للجمل الحوارية.
عارية تحت المطر...عنوان موفق جدا، وعن نفسي كقارئ فقد تخيلتها محصنة بكل ما شاء للمجتمع أن يسترها به، لكنه ( المجتمع ) تغافل او تقاعس عن حمايتها، وتركها ينزع المطر الأسود عنها اوراقها، فأمست عارية يسقط المطر عليها، وتسلمه بدورها للثرى...دما.
محمد البنا .. ١٩ أغسطس ٢٠٢٠
...............
النص
........
#عارية_تحت_المطر

_كيف يكون الحب عفيفاً، أخبريني؟!
لابد أن يثور يوماً، أن يصبح صاخباً، وأن يتحرر من كل قيوده في استسلام..لابد أن تنقشع عنه غيوم الخجل، وإلا كيف سيمطر عشقاً على تلك الأرض المجردة من كل شيء، سوى عروق الذهب، دون أن يختلط بها؟! ..فقط هاوديني يا أرضي، اتبعي ظل غيومي، عانقي سمائي، ودوري في فلك دمي.

برغم الشمس المتوهجة على وجنتيها، مازالت تضم عفتها المسكينة، متشبثة بفستانها، وكأنه مظلتها التي تحميها من سيلٍ عارمٍ يرنو لاجتياحها.

لكن هيهات لسيل زاحف، يتلوّى لفريسته!
لم تكن قد تعلمت بعد أن الحب هو مفتاح الجسد، وظلت تتساءل!.. أين يغيب العقل الآن تاركاً الروح لتضيع مابين تمنّع و خضوع؟!

أين ما كان يقصّه منذ سنوات على مسمعي، من إعجابه بفكري وبأسلوبي؟!
ماذا إن أعلنت اعتناقي لأفكاره؟.. من سيحررني يوماً إن ألحدت بها؟
سأغدو كيمامةٍ أغلقت على نفسها داخل قفص الطاعة.

خرجت من أفكارها المعلقة على ظهر الطهر الخانع لآلٰه الرغبة الملتهبة بداخلها، عليه يكرر كلماته:
_هاوديني..
ثقي بي..
فقط التحمي بهذه اللحظة، دعينا لا نفقد مشاعرنا أبداً بعدها، نحن هنا اليوم لنتمرد على البعاد والأشواق ليس إلاّ، دعينا نوقع على شهادة ميلاد سعادتنا، لنحتفظ بها كذكرى أبدية.

تنفست، تذوقت معنى الحياة، أنعشتها أمطار النشوة، زها ربيعها؛ تكاتفت غيوم الخريف عليها، تُسقط أوراق نضارتها.
أما شهادة الميلاد تلك فقد أتلفت حين سالت دماء اليمامة؛ ليبقى السلم بعدها مشردًا بلا اسمٍ ولا مأوى.

مي عبدالحميد
السودان

L’image contient peut-être : 2 personnes, gros plan
L’image contient peut-être : 1 personne, gros plan

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق