الجمعة، 4 سبتمبر 2020

السهل الممتنع قراءة نقدية متعمقة في نص " رائحة العشب " ل / محمد البنا بقلم الأستاذة الأديبة السورية / منى عز الدين

 السهل الممتنع

قراءة نقدية متعمقة في نص " رائحة العشب " ل / محمد البنا
بقلم الأستاذة الأديبة السورية / منى عز الدين
Mona Ezildeen
..............
الله يا أستاذ
قلمك دوما يتميز بالرشاقة، وأسلوبك يتميز بالبساطة مع عمق؛ لكنها بساطة محترف يجعلك تقول إنني استطيع كتابة مثل هذا ولكن .... هيهات
قصة حياة بسيطة تسير على الواجهة
وأخرى موازية لها في العمق تشمل حيوات وسنوات
يمتاز أسلوبك بالتلغيز الجميل الشفاف لا المستغلق
وبالتكثيف الذي يتقنه من أدمن تفصيل ثوب الألفاظ على مقاس الفكرة

أرانا كلنا نطالع ذلك المخلوق البسيط وهو يمنح الحياة للتربة ..تحوطه الطبيعة النقية مهللة لارتوائها من كد ساعديه الناضجين في الشمس، الوفيين للاستخلاف في الأرض
هؤلاء هم صناع الحضارة بصمت، ديدنهم العمل بلا أمل بجائزة بطل إنتاج
هؤلاء هم الأبطال الحقيقيون
بوركت وهذا الفن الراقي والقلم الخبير بمعالجة أي فكرة على ورقة ناصعة من إبداع هادئ
منى عز الدين....٣١ أغسطس٢٠٢٠
...............
النص
.......
رائحة العشب
...................
عقد جلبابه ضامًا أطرافه إلى خصره النحيل، انحنى على حافة القناة مُحدثًا فجوةً في الجسر الممتد بطولها؛ اندفع الماء متلهفًا لإرواء الأرض العطشى.
جلس على حافة الجسر، أمسك بعصا صغيرة وغمس طرفها في المياه المتدفقة؛ هكذا كان يرى أباه يفعل.. ألف عامٍ مضت ولا شيء تغيّر، رائحة العشب، نقيق الضفادع، خرير الماء، خضرة الأرض وزرقة السماء، وأشباحٌ تمضي في ظلمة الليل القادم، صوب أشباحٍ منتصبة حيث ينتهي البصر.
لا يدري كم من الوقت مضى، حين طرق صوتها أبواب أذنيه برقة " كفى ماءً، لقد ارتويت "، ردم الفجوة وانتصب واقفًا، فك عقدة الجلباب، وأخذته خطاه المتسارعة متخطيًا بضع قنوات، ليلتحق بطابور الأشباح.
..........
محمد البنا...ديسمبر ٢٠١٢

L’image contient peut-être : 1 personne, gros plan
L’image contient peut-être : plante, nature et plein air

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق