الأحد، 20 سبتمبر 2020

لكلٍ منا عصاه..سر قوته قراءة تحليلية لنص" رائحة العشب " ل / محمد البنا بقلم الأديبة السودانية / أم صباح صباح

 لكلٍ منا عصاه..سر قوته

قراءة تحليلية لنص" رائحة العشب " ل / محمد البنا
بقلم الأديبة السودانية / أم صباح صباح
..............
غالبا ما تتسم قصص محمد البنا بالبساطة والعمق والصدق، ورائحة العشب من النوع الذي تحمل هذا المعنى وتعتبر نجمة مشعة تألقت وسط ليل مدلّهم.
عقد الجلباب تبرز ملامح البطل وجديته
عاكسا اللحظة الآنية، والفجوة ليست إلا شريان يضخ دماء الحياة، تظهر شخصية عازم وعاشق للأرض يقطر حبا وتحنانا
وبين العقد و فك العقدة، تكونت حياة بين الأرض والفلاح الإنسان، يربط ويشد من ازره هذا العلاقة الموغلة في القدم الممتدة جذورها إلى باطن الأرض ولا تنتهي بالانتقال الروح بل ممتد اواصراها كأنها خالدة خلود الأرض نفسها الماء، فالماء هنا سر قوة بين الفلاح والأرض وجسر يربط هذا الحب الذي يشبه الحب الصوفي حب فيه وله للحياة لايساهم فيه الأحياء فقط بل حتى الأموات لهم نصيب حتى يتنسم القارئ رائحة العشب، فمن خلال فهمك للنص فهماً دقيقاً يجعلك تخرجُ أفكاراً، وتبرز ماكمن فيه من الجمال الناطق فستمع إلى " نقيق الضفادع، خرير الماء،" وتشاهد" خضرة الأرض وزرقة السماء،" وتستبصر دلالة العصا التي تشبه عصا موسى في في قوة التحول كل من.
رغم أن القصة شديدة الإيجاز لكنها تحمل من غنى الدلالة وقوة المعنى ما ينطق الحرف.
التحية للأستاذ/ Mohamed Elbanna
أم صباح صباح....11 سبتمبر 2020
............
النص
..............
رائحة العشب
...................
عقد جلبابه ضامًا أطرافه إلى خصره النحيل، انحنى على حافة القناة مُحدثًا فجوةً في الجسر الممتد بطولها؛ اندفع الماء متلهفًا لإرواء الأرض العطشى.
جلس على حافة الجسر، أمسك بعصا صغيرة وغمس طرفها في المياه المتدفقة؛ هكذا كان يرى أباه يفعل.. ألف عامٍ مضت ولا شيء تغيّر، رائحة العشب، نقيق الضفادع، خرير الماء، خضرة الأرض وزرقة السماء، وأشباحٌ تمضي في ظلمة الليل القادم، صوب أشباحٍ منتصبة حيث ينتهي البصر.
لا يدري كم من الوقت مضى، حين طرق صوتها أبواب أذنيه برقة " كفى ماءً، لقد ارتويت "، ردم الفجوة وانتصب واقفًا، فك عقدة الجلباب، وأخذته خطاه المتسارعة متخطيًا بضع قنوات، ليلتحق بطابور الأشباح.
..........
محمد البنا...ديسمبر ٢٠١٢
L’image contient peut-être : fleur et nature
L’image contient peut-être : 1 personne, nuit et gros plan

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق